الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

ملاحم الصمت


















تضاريس تلف وجودنا في العمق
أصوات تعيد لنا الصدى
بها صور معلََقة بأسواق عكاظ
بها حقل يضم كل ما نبتت به الأزمان
معبأة بريح الكون
يلف أديمها السطحي
و ينتشر
تخيلت بأني في مجاهلها
كبوذي يوزع عقله في الكون
يجوب مجاهل الرؤيا
رأيت شيخنا يقرأ
ينظر بين أصوات
لسترته
يرى ثقباً فيستغرق
يحلم ذاهباً بالريح والعذراء
كروح الله في مريم
رأيت جماعة تسكر
تعربد في زمان البؤس
تحرق كل أقنعة الوجود
لتظهر لونها الأحمر
دخلت بين أبنية
مزينة بلون الحبر
ترى فيها كنوز الكون في أنثى
فقلت بعقلي الباطن
أعاد المجد رايته
شراعاً مثل غرناطة
تجوب اليم حاملة نتاج الأرض
نتاج العقل و الإنسان
حذفت العقل في الباطن
لأرحل مع نجوم البحر
وجدت البحر لا يؤوي شراعاً أو بواخر
رأيت بجوفه أفعى
تراقب كل قافلة به تسعى
وجدت بقلبه شيئين
عيون الناس و الأحجار
قفلت العقل بالمفتاح
لأن لصوصهم ذهبوا و لم يأتوا
ليسرقوا كل أفكاري
تعرض بين أمتعة
تغلف سلعة للبيع أو تقبر
مثل الموت و مثل نفاية الإشعاع
فغيّرت الطريق إلى وجودي
وجود الكون في الباقي من الأحياء
وجود نظامنا القادم
يسير ضمن أسلاك
وعبر أثيرنا المشحون
بنبض مثل نبض العود في الإيقاع
يستلقي الزمان به وجوداً
يغيّر عمق عالمنا القديم
و مشى الكلام يطير
تابع زحفه جملاً
تابع زحفه صورا
يستلقي
مع جسد الضمير
**********

زمن الإنتشار












شرب الزمان كؤوسنا
أكل المكان عقولنا
وأعاد ترتيب الجماجم
و زيَنها بألوان مموهة
فأعطيناها منديلاً
نسجنا خيوطه في الصين
رسمنا على جوانبه
عروش الفخر
فغطى وجوهنا الرَحمن
خيوط عيوننا تجري
تطوّق كل امرأةٍ لها فخذان
لها ثديان في شفتين
لها لونان منفصلان
لعكس النور في الإنسان
فأعطينا شواربنا حقوق الزير
سكبنا نصفنا للنوم
و ربع النصف أغلقناه
وضعنا فيه حاجتنا
لتبقى خارج التأثير
و باقي الربع غذيناه أشواقاً
فرشنا عمقه سيفاً
يشير إلى بدايتنا
جهزنا المصيدة و الكمائن
أخفينا البنادق في زوايا وجودنا المغلق
لنقتل من خلائقه
و نفتك في حدائقه
لأمر ليس معناه فأجهله
نشرنا وجودنا رعباً
جنون الموت للأحياء
جنون الخوف ملتصق
مع الأسماء
يقطف من بصيص الضوء
أشعاراً و أفكاراً تقول لنا
بأن الكون أعطانا ... حقوق النشر
حقوق الحشر في ذاته
و قال لنا هنا أرضي بها تسعون
خزائنها .. طعاماً طازجاً يجري
بسطح الأرض و المعنى
بأرض اللَه كما تدرون
وجودنا بين غاياته
وجودنا ضمن آياته
فخففوا من مظالمكم
لكي يبقى
وجودنا تحت راياته
*********

الموت في جسدي يعيش

















بصبر أفكاري
و بقاء أنسجتي أعيش
تتبادل الأدوار في جسدي
فالموت في جسدي يعيش
يوسعني ......
يطابقني......
يمزقني ......
يعود الصمت مشنوقاً
يغيَر دوره عندي
ليهرب لوني من جلدي
ينهب كلَ ما عندي
يدحرجني ... فيجرحني
يغرف من دمائي
يكتب لوحة التحليل
أوسمة الجليد
يتابع نشر إشعاع... على خدي
يمسك قاتلي بيدي
تهرب من فراش الذهن أدمغة
أفكارها انسلخت
فبان العظم مكسوراً من الزند
تغيَر من كلامي الصمت
ليرفع من يعادي الصمت
مشنوقاً ...و مغموراً
على غاياته كثرت
حبال الصوت في رئتي
أعيش كي ينام دمي
مع جهتي
و تذهب مني معرفتي
غياب الحس إحساساً
بلا معنى ينسقني
و يجري كأنه الكابوس في زمني
يكاثر نفسه ألمي
و يبعدني
يغير جوهري حزنٌ
لأني لم أقبله
أتى للنوم مزَقه ... و أحرقه
أضافه فوق قهوته
ليشربه.....
ويهديه لقارئةٍ ...لتقرأه
مسار الدرب تشرحه
فيعرفه
يوزَِّع في مفارقه
جنود الليل تحرسه
ترى في الصوت قنبلة
فتسجنه
تنشر كلَّما اهتزت
بقايا من زمان الموت
إرهابٌ توزعهُ
تصوره بداخلنا ... لتشتمهُ
ينام القول في لغتي
فتسرقهُ
يُبدع كي يراني به
ألاطفهُ
وأترك كلَ أشواقي ...تنظفهُ
و يمسكني بعنواني
بأطفالي و نسواني
و في بيتي يهددني
لأني ما تركت له جميع الجسم ينهشهُ
يدمر حبنا شططاً
يمزق بؤرتي
في عمق أركاني
يهرَب في يديه جميع أسناني
يهاجمني بطاعونٍ
يصيب كلَ أقراني
يغيب الدمع من عيني
فمزقني
و أخفاني
سلام الكون ...أنساني
**********

القدس












رأيتك قبل أن تأتي أساطير السنين
تودعين أحلام الطفولة
عند وجدان البداية
بين أزقة التكوين كونت الحنين
ينمو مع سقوط المجد
من رحم السماء
ورق على غصن السلام
حاملاً رسالة كونك الآتي
لكل فم ترافقه الصراحة
بين أديان السماء
صليب الرب مبتسمٌ
على وجهك
فطرزت على حجر المساجد
كلَ آيات السماء
و معابد الكون
برسوم ذاكرة الحياة
عشقاً تنزه في البداية
حب مريم و المسيح
أعطوا جوازك كلَ أنواع العبور
بين العقول و مع القبور
نزلت في زمن الخروج
ألغاز حاجتنا لك
حتى تناديك العروش
دخلتِ عمقاً في نفوس الكون
يعود تاريخ جرى
مجداً يسير من البداية
وتعود من قعر البحار
صور المشانق والقبور
بين المجازر والطغاة
عشتِ عناقيد الغضب
فترامى فخذاك لعمق الاغتصاب
حُملت على كفيك أكفان الشهيد
عطر الوليد
بيتاً تشرّد و الغسيل
أطفال جوع الأرض
يتزاحمون مع دخان الأرض
يغيب طعم ثمارك
ينام زيتك حائراً بين الركام
يجري مع أمل الحياة
حب الرجوع ... ردُ الزَيارة
لغار آيات التوحد
و صليب روح الرب
يعانق مجدك الآتي
إلى كونٍ تغلفه النجوم
**********

كهف الغياب

















ياشوط أدرك وجهه
بين الصخور تلاصقت كتل التراب
تشد أذرعها السماء
نما ليحتل المكان
بنى جدار الصبح فاخضرَ الزمان
تيقظت من حول مخدعه بذور السنديان
غفا بروح القبر جدَي
يلاحق ظلَه فوق التراب
لم يدر أن خلوده سحب الضباب
يعيش بكهفه أملاً
بمجدٍ ينمو فيه الحب و الزيتون
و التين يحمل عمره أملاً
ينشر لونه فوق الموائد و الحقول
و جوزته بقرب النبع
ترسم حجمها ثمراً
تعانق ضيفنا المهموم
من تعب الوصول
....................
كان الناس يغتسلون
تحت ظلال أضواء القمر
ينتظرون حلمهم العنيد
لكي يهوى القمر
فنجري وفق عادتنا
قبيل الغيب
نلعب في حقول التبغ
نهرب قبل أن يأتي إلينا الزير
(أتى المقداد أتى أبو زيد مع حسنا )
لم ندرِ أن الحب غادرنا
....................
إلى زمن الكلام
ياشوط أوقف حملة سريَة
كانت تريد البحث و التنقيب
عن حب و عن عمق دفين
كانت تقوم بلعبةٍ
لترى بأن ربوعنا و كنوزنا
سفن تسير إلى الدَجى
ملاحها هجر العبور مع الصدى
ثم استدار و لم يعد
تمزقت كلّ الدفاتر
الحبر أنهكه القلم
توعدت عكا بعمق وجودها
لتدوس في عمق الثرى
خلف الذرا
تمزق الجدَ الكبير لكي يرى
كلّ المحبة هاجرت
كلّ الرجولة غادرت
لم تعد تدري بأنها سافرت
بين العقول تواصلت
حتى الوصول
**********